اخذنا نتذكر المحطات التى مررنا بها بدءاً من اول صحيفه ذهبنا اليها لنتدرب انتهاءً بهذه اللحظه التى نجلس فيها سوياً ونضحك على بعض المواقف التى حدثت لنا ونبكى على البعض الأخر
دخلت كلية الأداب _ قسم اعلام _ رغم كللللل النصائح التى قالها لى فاعلى الخير من الاصدقاء والاهل من ان الصحافه مهنه لا مستقبل لها وحتى ان كنت طموحه ايضاً لن اعمل لان هذا سيحتاج منى اقامه فى القاهره وحتى ان عملت بها فلن احصل على مقابل مادى لانها مهنه لا تعطى مال بل ستنفق عليها من جيبك الخاص
ولكننى رميت بكل هذه النصائح عرض الحائط وقررت تنفيذ ماارغب به وهذا من منطلق ان حبيبك يبلعلك الزلط وانا على اتم الاستعداد لابلع كللللللل زلط الصحافه .. هذا ماقلته وما فعلته ايضاً .. فقد كااااان ودخلت كلية الاداب
وكااااانت اووووووول زلطه فى بلاط صاحبة الجلاله ...
تخيلت انهم سيعلموننا كيف تكون كتابة الفنون الصحفيه ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. لاجد ان تعليمهم لنا يقتصر على تعريفات نظريه بحته : ماهو الخبر الصحفى ؟ وكنت اتسااءل
اين التدريب ؟.. لا يووجد
أين الاستوديوهات لشعبة اذاعه ؟ .. لاااااا يوجد
الن نصدر صحيفه بالكليه بما اننا قسم اعلام ؟ .. لااااااا
وفهمت ماسيحدث .. سنتخرج بسبب نظام تعليمى فاشل لا نفقه شىء فى الخبر الصحفى او غيره الا تعريفه الذى اجززززم اننا لم نفهمه
ولكن مهما ساد الظلام ... دائماً مايوجد بصيص نووووووور وشعاع امل
وانا كنت ابحث عن هذا البصيص
بدأت أفكر فى التدريب خارج الكليه ... التدريب بصحف محليه كبدايه لنا لنتعللم كيف تكون الصحافه
ذهبت انا واصدقائى ورفقاء المرمطه الصحفيه الى جريدة "أخبار الغربيه "وكلللللل منا فى مخيلته ان باب الجريده سيفتح لنا على مصرعيه
ولمَ لا يفتح ؟
وقد جاء ليتدرب بها جهااااابظه من جهاااااابظة الصحافه وعمالقتها واعلامها.. كللااً منا حمل معه اوراق كثيره بها الكثير من المواضيع .. ولم نكتب تحقيقاً صحفياً او خبراً بل كل منا كان يتخيل نفسه " على أمين اخر " وكتبنا الكثير من المقالات التى ننتقد بها النظام الحاكم وبكللللل برااااااءه وتفاؤل نريد أن تنشر فى جريده قوميه !!
رأينا أول ما رأينا " استاذ هانى " شخص يبعث لك بالأمل من اول وهله تراه فيها ...ينظر لك بمنتهى القرف والاشمئزاز وكأن قاموسه لا يحوى كلمة " ابتسامه " .. يمسك فى يده قلم لا يعرف سوى " التشطيب " .. تجاهلنا كلللل التجاهل واخذ يتحدث لمن سبقونا بالجريده
وبعد ماانتهى من نقاشهم توجه الينا بكرمه وعطفه وسالنا : هل لديكم اىىىىى افكار
وعرضت كلاً منا " المقالات " التى كتبتها .. وكانت " أسماء " قد توحدت مع "على امين " بدرجه كبيره فكتبت على كل موضوع لها " بقلم أسماء الجيار "
اخذ يضحك بكلللللل سخريه _ وكانت هذه المره الأولى والأخيره _ التى رايناه يضحك بها وقال لها :
" بقلم ؟ ... ده أنا لغاية دلوقتى ماكتبتش بقلم .. تقومى انتى تكتبيلى بقلم ؟ .. وبعدين ايه المواضيع بتاعتكم دى ... دى كللللها مقالات .. احنا عايزين افكار تحقيقات صحفيه ... عندكم ؟ "
لم نستطع النطق فصمتنا وعلى وجوهنا خيبة الامل .. ولكننى سرعان ما فكرت _وليتنى مافعلت _ .. ففكرتى لم تروق له ولكنه قال لى " اعمليه ونبقى نشوف "
كان فكرة تحقيقى ان لكل شىء بدايه .. وفى زمننا هذا صعب ان تجد مدخن ولا يدمن اشياء اخرى غير السجائر .. فهل نستطيع ان نجزم ان السجائر بدايه للادمان ؟
خرج اصدقائى وقد اقسموا مائة يمين انهم لن يعودوا لهذه الصحيفه مرة اخرى .. ولكننى ..كان لا يزال عندى بادرة امل ..
::::::::
ذهبت " مستشفى الطب النفسى لعلاج الادمان "... كنت اشعر بالفخر حينما يسألنى احد عن هويتى واجيبهم اننى صحفيه
كانت كلمة " صحفيه تخرج من فمى بكلللللل اعتزاز وحب وامل .. كنت اشعر بفرحه كبيره لكونى انتسب لهذه المهنه
وهناك فى مستشفى الطب النفسى قابلت الكثير من الحالات ... قابلت مريضه متعلق قلبها بطبيبها المعالج والسبب فى ادمانها زوجها .. فهو من كان يعلمها تناول المخدرات .. وكثيييييير منهم بكى وانا الاخرى بكيت
خرجت من هذه المستشفى لا يهمنى " هانى " ولا يهمنى نشر الموضوع تكفينى التجربه ويكفينى ماتعلمته منها
وحدث ما توقعت فلم ينشر الموضوع .. ولكننى ..لم أحزن بالرغم من الجهد الذى بذلته فيه و اقتنع اصدقائى بالرجوع معى للجريده مره اخرى
وجاء الاجتماع الثانى لنااااا
كنا اكثر اصرارا وحماسه وفهماً .. وكلاً منا عرضت فكرة موضوع ولقينا استحساناً نوعاً ما
كان موضوعى عن " فتوى ".. اثارت حينها الكثير من الجدل
وذهبت لوزارة الاوقاف وكان معى اصدقاء المرمطه وقابلنا احد الشيوخ
وما ان سألته هل تتفق مع هذه الفتوى ومارأيك بها ؟
فاذا به يهب واقفاً ويضرب بيده على المكتب " انها مهنة الوقييييييعه والفتن .. مهنة الصحافه .. مهنة الوقيعه .. انتم تريدون احداث فتنه بين الشيوخ .. اتقوااا الله .. "
فسألته وكلى اندهاش ونظرت حولى لعله يتحدث لاخرى وعندما لم اجد ايقنت ان الكلام موجه لى :
اى فتنه تتحدث عنها ؟.. نحن نسالك عن رأيك فى هذا الكلام الذى يقال
_ أى رأى بعد رأى مفتى الديار المصريه .. هذا الرجل الذى اذا قال لى صلى عكس الكعبه لصليت !
ثم اخذ يردد : " حراااااااااام عليكم بقى ... ارحمووووونا .. انتم عايزين جنازه وتشبعوا فيها لطم "
خرجنا وكما يقولون " قفانا يقمر عيش " مذبهلين لما حدث ولكن لم نيأس فدائماً طريق العظماء _ اللى هى احنا يعنى وعدوها دى _ ملىء بالأشواك
وذهبنا لكلية الشريعه الاسلاميه وهناك قابلنا علماء قالوا ارائهم بكلللل صراحه ولكن لم يكن يخيفهم سوى نشر اسماءهم !
هذا كان حال اناس من المفترض انهم لا يخافون فى الله لومة لائم .. لم يستطعوا حتى ان يبوحوا بارائهم ويخشون التصريح باسمائهم
هذا ماحدث فى موضوعى ...
وذهبنا للسواقين ليدلوا لنا برايهم وما ان سألنا احدهم حتى انطللللللللق فى الشكوى كمن وجد فرصته
" ماتسيبوا الناس فى حالها بقى .. عايزنا نعمل ايه يعنى .. نسرررررررق ولا ننهب ولا نقتل فى بعض ..انتى عارفه يااستاذه انا عندى كام سنه .. انا عديت ال 40 ولسه لحد دلوقتى مااتجوزتش .. اعمل ايه انا يعنى .. تعرفى تقوليلى ؟ الله يخرب بيتكم قرفتونا ده بدل ماتدافعوا عننا جاين تتهمونا "
وعلى الرغم من أن الموضوع موضع " أيه " الا ان اسماء استشاطت غضباً وانتم لا تعرفون اسماء حينما تستشيط فمياه الدنيا لا تطفئها وانطلقت مدافعه
" واحنا نعمل ايه يعنى .. احنا مالنا احنا ومال جوازك اساساً.. احنا بنعمل موضووووع ومن حقك انك تقول رأيك لكن مش بنتهمك "
واشتد النقاش بين الاثنين ولولا ستر الله ورعايته لما كنا ذهبنا لمنازلنا بخييير وكاد مشوارنا الصحفى الذى لم يبدأ أن ينتهى وربما ظهرت أسامينا بصفحة الوفيات
كانت هذه بداية المرمطه الصحفيه لناااا ولكن للمرمطه بقيه ومحطات اخرى.. فلنستكملها فى موضوع اخر منعاً للإطاله